بسبب رفض ألمانيا تقاسم عبء الديون
ك.مونيتور: مخاوف من فشل قمة أوروبا
حمدى مبارز الوفد : 28 - 06 - 2012
قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور"
الامريكية إنه بينما تستعد ايطاليا لمواجهة
المانيا فى نصف نهائى بطولة امم اوروبا لكرة القدم التى تستضيفها بولندا واكرانيا، اليوم،
هناك مواجهة اكبر واهم على مستوى قادة البلدين فى
بروكسلحيث اجتماع قادة دول الاتحاد الأوروبى من اجل ايجاد مخرج للازمة المالية
الطاحنة فى منطقة اليورو. وقالت الصحيفة ان هناك نقطة خلاف جوهرية بين
المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، ورئيس الوزراء الايطالى "ماريو مونتي"،
حيث
يطالب "مونتى" بضرورة تقاسم عبء الديون والضمانات بين الدول الاوروبية،
بينما ترفض "ميركل" ذلك وتؤكد على أهمية ضبط الموازنات وفرض مزيد من
الرقابة على مالية الدول الاعضاء. وامام هذا الموقف تسود مخاوف من عدم
قدرة القادة على التوصل لاتفاق وفشل القمة. وكان "هرمان فان رومبوي" رئيس
الاتحاد الاوروبي قد قدم "خارطة طريق" الثلاثاء، يقترح فيها تعزيز ضبط
الموازنات الوطنية مع تمهيد الطريق امام تقاسم عبء الديون. وهذا التقرير
نقل الى
العواصم الاوروبية وسيستخدم كقاعدة عمل خلال القمة التى تستمر حتى غدا الجمعة.
ويلتقي
قادة الاتحاد الاوروبي ال27 الخميس في اجتماع سيستمر حتى بعد ظهر الجمعة،
لكن رئيس الحكومة الايطالية "ماريو مونتي" سبق له أن ابدى استعداده للعمل
حتى مساء الاحد اذا لزم الامر بهدف تحضير مجموعة حلول مقنعة قبل فتح
الاسواق المالية.
وقال "مونتي" لا يمكننا السماح بتدمير هذا العمل
الاستثنائي للبنية الاوروبية والذي ساهمت فيه ايطاليا على الدوام، معربا
عن قلقه ازاء ازمة الديون التي تتفاقم. واقر دبلوماسي اوروبي رفيع المستوى
الثلاثاء بان الاسواق تترقب آلية على المدى القصير، لكن ليست لدينا آلية.
وتاتي هذه القمة ال19 منذ اندلاع الازمة اليونانية في ديسمبر 2009 في وقت تتسارع فيه ظاهرة تفشي الازمة مع تقدم
اسبانيا وقبرص بطلبي مساعدة مالية من منطقة اليورو.
واطلق
رئيس الوزراء الاسباني "ماريانو راخوي" صرخة انذار الاربعاء محذرًا من
تعذر مواصلة بلاده مطولا في تمويل نفسها بنسب الفوائد التي تفرضها عليها
الاسواق وتفوق 6,8%.
لكن الهدف ليس وضع خطة انقاذ اضافية وانما الذهاب ابعد من ذلك عبر رسم معالم اتحاد اقتصادي فعلي كما ترغب
برلين قبل التفكير في المزيد من التضامن مع جيرانها.
وفي
ختام لقاء جمعه مع المستشارة "انجيلا ميركل"، اكد الرئيس الفرنسي "فرانسوا
هولاند" ان البلدين متفقان على تعميق الاتحاد الاقتصادي والنقدي والسياسي،
والهدف الاول اقامة وحدة مصرفية تتضمن اشرافا اقوى وضمانات للودائع وآلية مشتركة لحل الازمات.
ويحث
صندوق النقد الدولي ومجموعة العشرين القادة الاوروبيين على انهاء هذا
المشروع سريعًا ما يمكن ان يؤدي الى تطويق الازمة التي تضرب القطاع
المصرفي وتهدد المالية العامة للدول.
وقالت الصحيفة ان هناك ملفًا اخر
مدرج على جدول الاعمال، هو وسائل اعادة اطلاق النمو في وقت يمكن ان تبقى
فيه منطقة اليورو في الانكماش لفترة اطول مما هو متوقع.
واتفق قادة
المانياوفرنسا وايطاليا وفرنسا، اعتبارا من الجمعة، خلال قمة مصغرة على تخصيص 1%
من اجمالي الناتج الاوروبي -اي 120 الى 130 مليار يورو- للنمو. وهذا
القرار يجب ان يوافق عليه القادة ال23 الاخرون.
وهذا المبلغ سيكون
مصدره من تعزيز البنك الاوروبي للاستثمار واصدار سندات خزينة للاقتراض
المشترك لتمويل بنى تحتية وصناديق اوروبية لم تستخدم بعد.
ومجموعة الاجراءات هذه التي يجري التداول بها منذ فترة طويلة في
بروكسل، قد لا تكون كافية لطمأنة الاسواق التي تنتظر ردودا نهائية على الازمة مثل اصدار سندات خزينة اوروبية.