جاء المسيح الى العالم ملكا ً وربا ً وسيدا ً مخلّصا ً ، هو الله ظهر في الجسد ، وحين عاش في العالم لم يفقد طبيعته الالهية ،
هو الله حل بالعالم ونحن عبيد الله ، الله سيدنا ونحن عبيده ، سيد ُ في السماء وسيد ٌ على الارض ،
لكنه قال لتلاميذه الذين التفوا حوله يستمعون الى تعاليمه واقواله ، قال : " أَنْتُمْ أَحِبَّائِي .... لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا ...... لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ " . كلام ٌ عجيب ٌ خطير ، نحن العبيد أحباء ؟ نحن احباء له واصدقاء ؟ هو قال ذلك ، انتم احبائي ، هكذا قال لنا ، انتم احبائي واصدقائي " لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ ....... لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي "
يا لها من مكانة ، انا وانت ، نحن جميعا ً احباء المسيح واصدقاءه وللصديق حقوق ٌ عند الصديق ،
انت حبيب المسيح وانت صديقه فلك الحق كل الحق ان تعرفه ، العبد يرى السيد من بعيد ، بين العبد والسيد مسافة كبيرة يراه في جلاله وعظمته وبهائه وروعته ، كلامه اليه اوامر وتعليمات كلمات تنزل اليه من اعلى من السيد اما الصديق فقريب ٌ من صديقه ،
الحبيب يقيم بجوار من حبيبه ويجلس معه بالقرب جدا ً منه ويتحدثان معا ً في ود ٍ .ومصالح الصديق تتفق مع مصالح صديقه شريكان في كل شيء ، شريكان في النجاح وشريكان في الفشل ، شريكان في الفرح وشريكان في الحزن ، قلب الصديق ينبض مع قلب صديقه ،
الشريكان والصديقان والحبيبان يسيران معا ً نفس الاتجاه والطريق ، خطواتهما معا في نفس الاتساع والتناسق والتناغم ، الصديقان يسعيان نحو هدف ٍ واحد وقصد ٍ واحد ، إن ابتعد احدهما عن الآخر مد يده وجذبه اليه الى رفقته وصحبته .
ما اعظم واروع ان تكون حبيبا ً للمسيح وصديقا ً له ، هو جاء لذلك ويدعوك الى ذلك " أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ " هل تفعل مشيئه ؟ هل تحيا ارادته ؟
هل تعيش في اتفاق معه ومع قصده ؟ إن فعلت ذلك فانت صديقه وحبيبه وصداقته ومحبته لك دائما ً . صداقته ومحبته لك لن تتغير لانه " هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ " .
هل انت صديق ٌ للمسيح ؟ إن لم تكن كذلك اسمع طرقاته على بابك ، اسمع وافتح وادعوه ليدخل اليك ، يدخل ويتعشى معك وانت معه