القمامة تجلس على قلب القاهرة وتتحدى قرارات الرئيس.. تجميل الطرق
المؤدية لقصر الرئاسة.. والإبقاء على «الزبالة» من السلام والبساتين إلى
شارع رمسيستزامنا مع تعهد رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى بالانتهاء خلال 100 يوم
من ملف النظافة فى مصر ضمن مجموعة أخرى من الملفات المهمة، منها التكدس
المرورى، جددت كاميرا «اليوم السابع» حملتها ضد القمامة ورصدت خلال ثلاثة
أيام حالة الشوارع والميادين الرئيسية فى خمس مناطق بالقاهرة، هى: السلام،
والبساتين، والمطرية، وشارع رمسيس، والقلعة، والتى تربطها بقلب القاهرة
مجموعة من الطرق تشكل فيها المخلفات عائقا مروريا فى أغلب الأوقات.
المبادرة العامة للنظافة 2012 التى تبنتها وزارة البيئة وتم تعميمها على
جميع المحافظات مصر كانت رفعت المخلفات من موقعى البساتين والزاوية
الحمراء، وبعودتنا للمواقع بعد فترة لم تتجاوز الشهر كانت الصدمة بعودة
المخلفات مرة أخرى.
فى مدخل منطقة رمسيس من ناحية كوبرى أحمد ماهر وحتى محطة القطار تجد مخلفات
القمامة والبناء تسد منزل كوبرى أكتوبر القادم من غمرة لرمسيس، وبالتوازى
معه منطقة مخرج شارع أحمد ماهر وتقاطعه مع شارع الترعة بشبرا ومنطقة القللى
ومدخل شارع 26 يوليو حتى منطقة بولاق أبوالعلا، وفى جنوب القاهرة نجد
منطقة البساتين فى الطريق الخلفى للمجزر الآلى الرابط بين الأتوستراد
والمنطقة تعكس صورة مزرية لأداء الحى، وأخذنا الحاج على مروان 80 سنة
للشارع الخلفى للمجزر الآلى والمؤدى إلى طريق الأتوستراد المعادى لنرى كيف
علت تلال مخلفات البناء والقمامة على جانبى الطريق والمسمى بطريق ترب
اليهود، وقال إن الحى رفع المخلفات وتركها بعيدا عن العين، وهى تتسبب فى
حرائق وتجميع الكلاب الضالة والحشرات.
وأكد المهندس عادل عباس، رئيس حى البساتين، أن المنطقة تتبع حى الخليفة،
وعندما أكدنا أن المنطقة تتبع لـ«البساتين» قال: «جار التنسيق مع وزارة
البيئة لنقل باقى المخلفات»، وهو ما نفته وزارة البيئة، وقال المهندس يحيى
عبدالله، مسؤول ملف المخلفات والقمامة، إنه لم يتم مد الحى بمعدات لأنه لم
يف بوعده بنقل المخلفات نهائيا، وأنه سيتم مد الحى بالمعدات فى حال تطوير
أسلوب الحى فى العمل.
الطريق الخلفى للمجزر الآلى هو الطريق الوحيد الذى يشكل مدخلا لمنطقة
البساتين من طريق الأتوستراد وعلى أطرافه يقام سوق التونسى للموبيليا
والأثاث القديم ومساحته تتجاوز الـ8 أمتار بطول يفوق الكيلومتر تقريبا.
ومن البساتين إلى منطقة المعادى أسفل الطريق الدائرى أيضا تراكمت كميات
ضخمة جدا من مخلفات البناء والمصانع وبدأت تسد ما يقرب من مترين من مطلع
الكوبرى، وهناك قال أصحاب الأكشاك والمحلات القريبة من مطلع الكوبرى:
«سيارات نقل المخلفات تأتى فى المساء وفى الصباح الباكر وتلقى بحمولتها
وتفر مسرعة، وحين نتحدث معهم تكاد تنتهى المناقشة لخناقة»، وطالب الأهالى
بتفعيل القانون وفرض عقوبات بمعاقبة صاحب السيارة النقل بسحب السيارة منه
لمدة ثلاثة شهور أو حبسه ودفع غرامة.
أما فى حى دار السلام القريب من البساتين والمعادى فيبقى شارع أحمد زكى
وشارع مصر حلوان وشارع الفيوم صداعا فى رأس محافظة القاهرة ليعكس الفشل
الذريع فى القضاء على أكوام القمامة والتخلص منها لتعود تلال قمامة ترتع
فيها الكلاب الضالة، ووكرا للمخدرات، ومصدرا للأمراض، ويمثل قلب دار السلام
شارع مصر حلوان الزراعى الممتد من منطقة المطبعة بالمعادى وحتى تقاطع شارع
أحمد زكى، لنصدم بعودة القمامة بصورة أبشع مما سبق، وكانت المفاجأة
الحقيقية حين قال الأهالى إنه منذ الحملة الأخيرة التى شنها حى دار السلام
عقب تحقيق «اليوم السابع» لم تنفذ أى حملات أخرى، وقالت هدى عبدالسميع من
سكان شارع مصر حلوان، إن حملات النظافة دائما لا تكمل عملها وتترك المقلب
قبل الانتهاء منه مخلفة وراءها كوما صغيرا يبدأ الأهالى بإلقاء قمامتهم
عليه لتتحول مع الوقت إلى تلال، وكأنهم يطلبون من الناس أن يستمروا فى
إلقاء القمامة فى نفس المكان، أما فؤاد محمد بائع الجرائد، فقال: «إية
الفايدة إنهم يشيلوا الزبالة ولا يضعوا صندوق للمواطنين يضعوا فيه قمامتهم،
وفى حال امتلاء الصندوق أين العامل الذى يقوم بنقل القمامة إلى المقلب
العام، ومجرد أن يمتلئ الصندوق يتحول المكان المحيط به إلى أكوام ثم تلال»،
ويطالب الأهالى فى هذا الشارع بضرورة عودة «زبال الكارو» وزيادة عدد
صناديق القمامة على مسافات قريبة من بعضها، والأهم من ذلك هو أن ينقل الحى
القمامة، ففى الوقت الذى تملأ فيه الصناديق بالقمامة لا توجد طريقة سوى
إلقائها فى أى مكان، ويقول الأهالى: «هو إحنا هنعمل فيها إيه هناكلها
يعنى».
الأهالى يتحايلون على تراكمات القمامة فى شارع مصر حلوان الزراعى بحرقها،
ومنهم من يلقى بها بعيدا عن منزله لتتحول إلى مرتع للحشرات والكلاب والقطط،
لم يكتف الأهالى بحالة الفوضى الموجودة بالشارع فى القمامة، وبدأوا يلقون
بها أسفل كوبرى دار السلام ومدخل كوبرى المطبعة، الوضع لا يختلف عند مطلع
المقطم والسيدة عائشة وحى الخليفة وهناك سترافقك أيضا تراكمات المخلفات
بطول الشارع المؤدى للأتوستراد والمتقاطع مع شارع ترب الخليفة والسيدة
عائشة لتجدها مترامية على مدد الشوف.
وفى الوقت الذى حرصت فيه الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة على تكثيف
العمل طوال 24 ساعة لتجميل الطرق المؤدية لقصر الرئاسة بطول صلاح سالم
رصدنا بمنطقة المطرية التى لا تبعد كثيرا عن صلاح سالم تراكم المخلفات
والقمامة فى أغلب شوارعها، وخاصة شارع الكابلات وشارع الكنيسة والتعاون
والمستشفى العام، وبالقرب من المطرية نجد حى مدينة عين شمس والمرج واللذين
لا يكاد يخلو أى شارع بهما من أكوام للقمامة بطول شوارعها الرئيسية من
مخلفات محلات ومنازل وبطول سور المترو، ويلجأ الأهالى لتجميع القمامة على
شكل أكوام هرمية ثم يشعلون فيها النيران، وخاصة مع ارتفاع موجة الحر التى
تساهم فى تكاثر البكتيريا وتكاثر الحيوانات الضالة حولها.
وفى المنطقة الشرقية، وهى منطقة السلام وإسبيكو والجمهورية وموقف العاشر
والمرج، تجد نفسك فى موقف العاشر وتلال القمامة تخرج ألسنتها للمارة تكاد
أن تسقط عليك، والغريب أن الباعة الجائلين بالمنطقة يفرشون بضاعتهم حولها
بدون أى مشاكل، وبدأوا يزحفون حتى مطلع الدائرى، ويمكنك أن تترجل على قدميك
حتى تدخل مدينة السلام، وهناك سيقابلك مجمع المدارس وجميعها مشتركة فى
حالة واحدة، وهى تراكم القمامة حولها، وقال الأهالى إنه بعد الثورة تراكمت
كميات القمامة ولم يعد متعهدو القمامة يمرون لنقلها، حتى وصل الأمر إلى
أنها سدت مدخل مدرسة السلام الإعدادية وبطول سورها، وأمام مدرسة النهضة
الثانوية بنات كادت بلاعة المجارى المفتوحة تبتلع أحد المارة الذى مر بحذر،
وقال الأهالى إن هذه البلاعة منذ العام الماضى وهى مفتوحة طوال الوقت.