النهارده عيد استشهاد القديس فليوثاؤس
القديس الجليل فيلوثاؤس الذي تفسير اسمه " محب الإله " . وقد ولد بمدينة إنطاكية من أبوين وثنيين يتعبدان لعجل اسمه زبرجد ، وكانا
يطعمانه سميدا معجونا بزيت السيرج وعسل النحل ، ويدهنانه بدهن وطيب ثلاث
مرات في اليوم ، ويسقيانه نبيذا وزيتا ، وخصصوا له مكانين أحدهما للشتاء
والأخر للصيف ، ووضعوا في عنقه طوقا من ذهب . وخلاخل ذهب في رجليه . ولما
بلغ فيلوثاؤس عشر سنوات دعاه أبوه ان يسجد للعجل فلم يقبل ، فتركه ولم يرد
ان يكدر خاطره لمحبته له ولأنه وحيده. أما فيلوثاؤس فانه لصغر سنه ، ولعدم
إدراكه معرفة الله ظن ان الشمس هي الإله فوقف أمامها مرة قائلا : أسألك
أيتها الشمس ان كنت أنت هو الإله فعرفيني . فأجاب صوت من العلاء قائلا :
لست انا آلها . بل انا عبد وخادم للإله ، الذي سوف تعرفه ، وتسفك دمك لأجل
اسمه . ولما رأي الرب استقامة الصبي ، أرسل إليه ملاكا فاعلمه بكل شئ عن
خلقة العالم وتجسد السيد المسيح لخلاص البشر . فسر فيلوثاؤس وابتهج قلبه ،
وشرع من ذلك الوقت يصوم ويصلي ويتصدق علي المساكين والبائسين. وبعد سنة من
ذلك التاريخ ، أقام أبواه وليمة لبعض الأصدقاء ، وطلبا ولدهما ليسجد للعجل
قبل الأكل والشرب. فوقف الصبي أمام العجل وقال له : أأنت الإله الذي يعبد ؟
فخرج منه صوت قائلا إنني لست الإله ، وإنما الشيطان قد دخل في وصرت أضل
الناس . ثم وثب علي أبوي الصبي ونطحهما فماتا في الحال . أما القديس فأمر
عبيده بقتل العجل وحرقه وتذريته . وصلي إلى الله من اجل والديه فأقامهما
الرب من الموت . وبعد ذلك تعمد هو وأبواه باسم الاب والابن والروح القدس .
وأعطها الرب موهبة شفاء المرضي . فذاع صيته وبلغ مسامع دقلديانوس فاستحضره
وأمره ان يقدم البخور للأوثان فلم يفعل ، فعذبه بكل أنواع العذاب . ولما لم
ينثن عن عزمه عاد الملك فلاطفه وخادعه . فوعده القديس بالسجود لابللون
كطلبه . ففرح الملك وأرسل فاحضر ابللون وسبعين وثنا مع سبعن كاهن ونادي
المنادون في المدينة بذلك . فحضرت الجماهير الكثيرة لمشاهدة سجود القديس
فيلوثاؤس لابللون . وفيما هم في الطريق صلي القديس إلى السيد المسيح ففتحت
الأرض وابتلعت الكهنة والأوثان . وحدث اضطراب وهرج كثير وأمن جمهور كبير
واعترفوا بالسيد المسيح . فغضب الملك وأمر بقطع رؤوسهم ، فنالوا إكليل
الشهادة . ثم أمر بقطع راس القديس فيلوثاؤس . فنال إكليل الحياة . صلاته
تكون معنا امين