المستشار عبد الفتاح مصطفى رمضان يكتب :الأوجه الثلاثة لأفراح الرئاسة
الفجر الفجر : 26 - 06 - 2012
أنفض
العرس الأنتخابي في السباق الرئاسي لنيل شرف رئاسة الدولة المصرية الضاربة
في القدم والتى شهدت أقدم الحضارات على وجه الأرض وبناة الأهرام كفونا
الكلام عند التحدي.
وقد خرج الشعب في مواكب الفرح ليطوف شوارع وأزقة
جميع المدن والمحافظات الشعبية.خرج الشعب بكافة أطيافه للتعبير بالفرح في
أنتهاء هذا السباق الرئاسي.
وبالوقوف على مواكب الفرح تبين أنها ترتد إلي وجه من الوجوه الثلاثة الآتية:
-
الوجه الأول: هو ابتهاج طائفة حزب الحرية والعدالة ومن شايعها في فوز
مرشحها بمقعد الرئاسة ويمثل ذلك لها بداية عصر الظهور بعد عصر الأقصاء
الذي مورس ضدها خلال الحقب الماضية فقد أتي أعضاء هذه الجماعة من خلف
القضبان إلي الحكم وتقلدوا معالي الأمور وقال الشاعر في هذا المقام.
يا من ترجوا معالي الأمور
بغير أجتهاد رجوت المحالا
وقد دفعوا من أعمارهم واموالهم الكثير للوصول إلي مقاليد الأمور لذلك كان حقا لهم أن يخرجوا في مواكب أفراحهم.
-
الوجه الثاني: هو ابتهاج قطاع عريض من الشعب ليخرج من الحكم الأستبدادي
للقرون الثلاثة الماضية على نحو أصبح فيه الحكم ليس حتى للحزب الوطني الذي
يتصور البعض إنه الحزب الحاكم بل لأسرة الرئيس المخلوع ومن في ركبها وقد
أتوا على الأخضر واليابس وأضاعوا على أجيال عديدة من مصر ثلاثين عاما من
أعمارهم نسيت فيها هذه الأجيال معني الحرية وأصبحت ذليلة في الداخل لا
كرامة لها وذليلة في الخارج لا حماية لها وبين ذلك في الداخل والخارج قامت
الثورة بمطالبها الثلاثة ( عيش حرية عدالة إجتماعية). لذلك كان من حق
هؤلاء المكبتين أن يخرجوا في مواكب فرح للتعبير عن سعادتهم ببداية عصر
جديد.
- الوجه الثالث: وهو حال قطاع كبير من الشعب قطاع يسمي بحزب
الكنبة كما يحلو للبعض، قطاع لا صلة له بالسياسية والسياسيين، قطاع لا
يهتم إلا بقوت يومه وينكفء على نفسه في نهاية يومه لتدبير أمره في اليوم
القادم، قطاع لا يعرف للحياة معني سوي أن ينكب على أسرته فقط تاركا الحياة
العامة بما لها وبما عليها فحسبما يتصور أن هذا الشأن العام لا يخصه من
قريب أو من بعيد أو طبقا للمثل الشائع شالوا ألضوا وجابوا شاهين وهما
الأثنين شيلونا الطين، فطالما النهاية في الحالتين هو شيل الطين فلماذا
تيعبوا أنفسهم بما هو موجود أو بمن هو قادم.
قد خرج هذا القطاع العريض
والأكبر من القطاعين السابقين لأنه طبقا للأرقام يمثل خمسة وستون مليونا
في حين من صوتوا يمثل 25 مليونا أي يمثل أكثر من ضعفي القطاعين السابقين.
خرج
هذا القطاع بعد أن عصفت الأيام الماضية لمدة سنة ونصف بأمنه وأمانه وبقوت
أولاده وبمستقبله ومستقبل أولاده، وأصبح مهدد صباح مساء في الريف والحضر،
حيث قطعت الطرق وأغلقت المصانع وأغتصبت النساء وأغلقت المواني بل وأوقفت
القطارات.
خرج هذا القطاع العريض مبتهجا بانتهاء الحالة الضبابية
للمرحلة الأنتقالية أملا في بداية عصر جديد يخلد فيه هذا القطاع من جديد
لسابق مسيرته ينكفء على نفسه كما قال الشاعر الكبير.
زاهد فيما سيأتي
ناسيا ما قد مضي
فأسرة هذا القطاع العريض هي البداية والنهاية.
ويبقي
السؤال هل تفلح الجمهورية الثانية في إيقاظ هذا القطاع للخروج من حدود
الأسرة الضيقة ويشارك في الحياة العامة أو كما قال زعيم الأمة سعد زغلول (
مفيش فايدة).