الإثنين، 25 يونيو 2012 - 10:52
محمد مرسى الرئيس المنتخب
كتبت ريم عبد الحميد
علق الكاتب البريطانى المخضرم، روبرت فيسك، على فوز محمد مرسى
بالرئاسة، وقال فى مقاله اليوم، الاثنين، بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية،
إن الرئيس المنتخب ليس ثوريا وليس قوميا بقدر كبير، مشيرا إلى أن نخبة
الجيش، يقصد بها المجلس العسكرى، قد نصبوا له بالفعل عددا من الفخاخ.
ويستهل فيسك مقاله بالقول: إنه بينما كان ملايين المصريين بانتظار إعلان
نتائج انتخابات الرئاسة، كان يزور بيت سعد زغلول، ليس لإجراء مقابلة معه
بطبيعة الحال، فقد مات الرجل منذ 85 عاما، ولكن لرحلة مقدسة، على حد وصفه،
إلى رجل ربما كان ليخدم مصر جيدا اليوم، كان ثوريا وقوميا استطاع حزبه
الوفد أن يقف فى وجه الإمبراطورية البريطانية، وكانت زوجته صفية واحدة من
أعظم الناشطات النسائيات فى البلاد.
لكن محمد مرسى، يتابع الكاتب، ليس ثوريا، وليس مؤيدا لحقوق المرأة، وليس
قوميا بشكل كبير، وقد نصب له نخبة المجلس العسكرى بالفعل فخاخها له، لكن
الدولة العميقة التى يمثلها معارضه، أحمد شفيق، تراجعت أمس.
ويجرى فيسك فى مقاله مقارنة بين مرسى وزغلول، ويقول إنه على العكس من مرسى،
أراد سعد زغلول أن يحيا فى مصر عصرية تقدمية وعلمانية، وقال عن حزبه فى
عام 1919 إن الحركة الحالية فى مصر ليست حركة دينية، وهو ما يجب أن يظهره
المسلمون والأقباط، و ليست حركة تحض على كراهية الأجانب أو حركة تدعو إلى
الوحدة العربية، فمصر للمصريين، وبإمكاننا أن نرى لماذا نشعر بافتقاد سعد
زغلول اليوم بعد حملة انتخابية بدا فيها أن كلمتى "الإسلام" و"الأمن"
استخدمتا بشكل مبتذل.
ويمضى الكاتب قائلا: إن زغلول لم يكن رجلا مثاليا، فقد فشل فى تقديم أى
انطباع على الوفود المشاركة فى مؤتمر فرساى للسلام الدولى بعد الحرب
العالمية الأولى، حيث تجاهل المجتمعون حينها بحماقة مطالبه بالاستقلال، وقد
اتهم بالغش فى نفقاته خلال رحلته إلى باريس، وأساء لواحد من أقرب أصدقائه
بزعمه أنه دخل إلى حزب الوفد فقط لأنه كان غنيا، وفى أيام لاحقة، زحف إلى
البريطانيين. لكن الناس العاديين، كانوا يحبونه، وكان وجه مألوفا للمصريين
مثلما كان الحال بالنسبة لياسر عرفات مع الفلسطينيين.
وختم فيسك مقاله قائلا" إنه بالنسبة لرجل ولد قبل وقت طويل من هذا الوقت،
فإنها لحقيقة كئيبة أن زغلول مات يائسا من شعبه، وكانت كلماته الأخيرة:
"غطينى يا صفية، مفيش فايدة".