معهد واشنطن : مصر لن تشهد ثورة ثانية

معهد واشنطن : مصر لن تشهد ثورة ثانية

الوطن
أخبار النهاردة : 22 - 06 - 2012

توقع إريك تريجر الباحث الأمريكى فى معهد واشنطن
لسياسة الشرق الأدنى ألا تحدث ثورة ثانية فى مصر، وقال إن الشائعات
بخصوصها «مبالغ فيها بدرجة كبيرة»، وأضاف فى مقال بصحيفة «نيو ريبابليك»
المعروفة بتوجهاتها الليبرالية فى السياسة الخارجية «أن نزول آلاف
المتظاهرين إلى ميدان التحرير للمطالبة بوضع حد للحكم العسكرى، ودعوة
جماعة الإخوان المسلمين لمئات الآلاف من أنصارها للانضمام إلى اعتصام
مفتوح فى ميدان التحرير «لاستكمال الثورة» لا يعنى أن هناك ثورة ثانية».
فبخلاف
منطقة «وسط البلد» لا يبدى كثير من المصريين اهتماما ب«ثورة جديدة»، ورغم
اعترافهم بسوء إدارة المجلس العسكرى للبلاد فى المرحلة الانتقالية هم
يخشون من أن تؤدى جولة جديدة من المظاهرات إلى مزيد من الاضطرابات وتدهور
الوضع الأمنى بدرجة أكبر مما هو عليه وانهيار كامل للاقتصاد، وهذه المخاوف
هى ما دفعت نحو نصف المصريين للتصويت لصالح أحمد شفيق.
وأضاف الكاتب أن
شباب الثوار -كالعادة- لن يسمعوا الأصوات المؤيدة لشفيق، ويدعون أن
المصريين موحدون وراء مطالبهم، وأن من يخالفهم فى الرأى هم جزء من مؤامرة
ضدهم، ومن ناحية أخرى تبدو جماعة الإخوان تستعد بالفعل وفق حساباتها:
ويتردد بقوة أنها تتفاوض مع المجلس العسكرى، وعلى الرغم من حديث الإخوان
عن «استكمال الثورة» من الممكن أن تتراجع الجماعة فى أى لحظة إذا حصلت على
نصيب من السلطة التى تسعى إليها منذ زمن طويل، وكما يقول جوش ستاتشر
الخبير فى الشئون المصرية «تضع جماعة الإخوان دائما قدما فى ميدان التحرير
وقدما فى المفاوضات مع المجلس العسكرى».
وانتهى الكاتب إلى أنه «لن
تحدث ثورة جديدة رغم بدء المظاهرات الحاشدة بالفعل، فالاحتجاجات لم يعد
لها أى تأثير خارج ميدان التحرير، وهناك شريحة كبيرة من الشعب المصرى ترفض
مظاهرات الثوار، على الأقل من حيث الشكل إن لم يكن من حيث المضمون،
والمرحلة المقبلة من العملية الانتقالية ستشهد على الأرجح مواجهة بين
المجلس العسكرى من جهة وتحالف غير مستقر من الشباب الثورى والإسلاميين من
جهة أخرى، وستكون هناك لحظات من العنف الشديد، ولحظات من الهدوء عن طريق
التفاوض، وما لم تحظ المظاهرات بتأييد الرأى العام، سيمكن احتواؤها بسهولة
مقارنة بمظاهرات 25 يناير».