تناولت الصحف العالمية تصاعد الأزمة الأخيرة بين الإخوان المسلمين والجيش، وأعدت صحيفة صحيفة إندبندنت تقريرا تشير فيه الى أن الجماعة أصبحت الان على مسار تصادمي مع الجنرالات الحاكمين في مصر، بعدما دعت الملايين من مؤيديها للاحتجاج على انتزاع الصلاحيات الذى حدث هذا الأسبوع من قبل الجنرالات العسكريين وعلى القرار الأخير بحل البرلمان الذي يقوده الإسلاميون. وقالت الصحيفة إن مزيد من الصراع ظهر يلوح في الأفق بداية من الليلة الماضية، حيث ظهرت خطط لعقد مسيرة مليونية في ميدان التحرير في القاهرة . وتمت الدعوة إلى هذه التظاهرة من قبل جماعة الإخوان، ولكن كانت مدعومة أيضا من قبل مجموعات أخرى ثورية علمانية مثل حركة شباب 6 أبريل، والتي لعبت دورا كبيرا في انتفاضة العام الماضي. وتشير إندبندنت أن هذه الخطوة تظهر لتبين كيف أن الرمال السياسية تتحول من جديد في الثورة الزئبقية في مصر . حيث فى السابق فصائل سياسية ليبرالية أتهمت جماعة الاخوان المسلمين بعقد صفقة من وراء الابواب المغلقة مع الجيش في مقابل الحصول على مكاسب سياسية، ولا يزال هناك العديدين الذين يتشاركون وجهة النظر هذه . لكن تامر فؤاد، المتحدث بأسم 6 أبريل، قال أنه يعتقد أن جماعة الإخوان المسلمين الآن تحررت من أى أوهام حول النوايا المزعومة للجيش. فيما أشار موقع شبكة بلومبرج الأمريكية أن الإخوان في مصر يتحدون استيلاء الجيش على صلاحيات أوسع، فبعد أن قام الجنرالات بتجريد مؤسسة الرئاسة من صلاحياتها، تحدى الإخوان هذه الخطوة بالنزول فى مظاهرات حاشدة فى عودة مرة أخرى إلى ميدان التحرير للاحتجاج على قرار المجلس العسكري بإعطاء نفسه السلطتين التنفيذية والتشريعية وحماية ميزانيته من التدقيق والفحص . وجاء ذلك ايضا بعد قرار المحكمة الأسبوع الماضي بحل البرلمان ، الذى يشكل فيه حزب الإخوان الكتلة الأكبر وذكر موقع بلومبرج فى تقرير له بعنوان: "الجيش فى مصر تحت النار بعد استيلائه على مزيد من الصلاحيات" أن المجلس العسكرى قام بأصدار إعلانا دستوريا قبل ساعات من إعلان الإخوان فوز مرسي فى الانتخابات الرئاسية . وهو ما أدى إلي اتهامات الجيش يعرقل تحول مصر إلى الديمقراطية، وهو الامر الذى يضيف إلى التوترات التي أضرت بالاقتصاد المصرى وجعلت افاقه المستقبلية قاتمه لجذب المستثمرين مرة أخرى بسرعة. ومع نضال الجماعة ضد الجنرالات، فإن جماعة الإخوان تواجه أيضا تهديدا قانونيا . حيث هناك اثنين من الدعاوى القضائية التي تسعى إلى حل الجماعة على أساس أنه لم يتم تسجيلها بشكل صحيح . وقال هاني صبرا، المحلل في مجموعة أوراسيا ومقرها نيويورك والذي يراقب المخاطر السياسية للمستثمرين، أن الصراع بين الإخوان والجيش من المرجح أن يستمر . ونشرت صحيفة لوس انجلوس تايمز تقريرا بعنوان "احتشاد الإخوان يكثف الضغوط على الجيش " تشير فيه الى أن الاخوان المسلمين وغيرهم من الجماعات يحتشدون في ميدان التحرير للتعبير عن الاستياء من خطوات الحكام العسكريين فى الاونة الأخيرة ، ولضخ زخما جديدا في الثورة التي تعثرت بسبب المطامع والاهواء الشخصية وتنافس الرؤى السياسية وحملات القمع من قبل قوات الأمن. وتقول الصحيفة أن عودة الإخوان إلى الشارع تأتي على خلفية دعاوى قضائية قدمتها لنقض قرار المحكمة بحل البرلمان الذي يهيمن عليه الاسلاميون وخطة الجيش لاضعاف صلاحيات رئيس الجمهورية حيث تزعم الجماعة ان الرئيس الجديد للبلاد هو مرشحها محمد مرسي . لذلك فعودة ظهور الإخوان مرة اخرى في التحرير مدفوعة بحكم الضرورة السياسية والخيارات التى تتقلص امامهم . فمنذ أقل من أسبوع، سيطر الاسلاميون على البرلمان وكانوا يستعدون للفوز بالرئاسة، الامر الذى من شأنه أن يعطي لهم السيطرة على فرعى الحكومة ( التشريعية والتنفيذية) . لكن مع اغلاق البرلمان بقرار من المحكمة، وحتى في حال فوز مرسي، فقد أصبحت سلطاته الرئاسية محدودة، اضطر الإخوان إلى اللجوء الى تكتيكات أكثر جرأة . وقالت لوس انجلوس تايمز أنه رغم أن الغضب ضد الجيش آخذ في الاتساع، ولكنه لا يزال يحظى بدعم الملايين من المصريين الفقراء والأغنياء الذين يطالبون بوضع نهاية لأكثر من عام من الاضطرابات التي هزت الاسواق المالية وتسببت فى تاكل الاستثمارات الاجنبية. كما أن استفزاز الجيش بالمظاهرات يثير مخاطر حدوث أعمال عنف وسفك دماء . وقام الجنرالات بتوسيع الأحكام العرفية الأسبوع الماضي ، ومن غير الواضح عما إذا كان الحكام العسكريين أو جماعة الإخوان يريدون المخاطرة بدفع البلاد الى اضطرابات جديدة . وأعتبرت الصحيفة أن هذا الأحتشاد يسعى أيضا لاستعادة المصداقية الثورية لجماعة الإخوان المسلمين , حيث تم أتهام الجماعة بالتخلي عن الانتفاضة لتعزيز أهدافها السياسية عن طريق التعاون مع الجيش قبل الانتخابات البرلمانية . وبالفعل كان هذا سيناريو مطروحا على مدى شهور ولكن تم الالتفاف على جماعة الإخوان المسلمين من قبل الجنرالات المعارضين لاحتمال وجود دولة تقوم على الإسلام السياسي . العديد من الناشطين والجماعات الثورية لا تزال متشككة فى جماعة الإخوان حيث يخشون من ان يتم ايقاعهم فى فخ فى لعبة أكبر للتصعيد السياسي بين الإخوان والجيش . فجماعة الاخوان المسلمين فى كثير من الأحيان ينظر اليها كجماعة متجذرة جدا فى الاجندة الدينية للدرجة التى تحول بينها وبين تبنى الحقوق المدنية والمبادئ الديمقراطية الأخرى التي دفعت الانتفاضة. ونقلت الصحيفة عن فاطمة عناني ، احدى المتظاهرات الواقفة تهتف في ساحة ميدان التحرير، قولها "أنه فى حين أن المجلس العسكرى قام بحل البرلمان وينفذ قوانين تسمح للشرطة العسكرية وأجهزة الاستخبارات بالحق في اعتقال المواطنين ، فالحزب الحاكم السابق قد يكون يستعد لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة "، وأضافت أن "النظام القديم يريد العودة الى السلطة والجيش يحمى ظهورهم".
Admin مؤسس الموقع خادم الكل
عدد المساهمات : 914 نقاط : 1881 تاريخ التسجيل : 08/05/2012 العمر : 52 الموقع : رابطة اقباط الصعيد
موضوع: رد: صحف عالمية: عودة الإخوان للميدان جاء بحكم "الضرورة السياسية" وتقلص الخيارات أمامهم بعد حل البرلمان الخميس يونيو 21, 2012 8:58 pm
شكرا يا نشيطة
صحف عالمية: عودة الإخوان للميدان جاء بحكم "الضرورة السياسية" وتقلص الخيارات أمامهم بعد حل البرلمان