مأساة الأب ابنه يصارع الموت برصاص أمين شرطة مستهتر
فتحى عبد النعيم المصريون : 08 - 07 - 2012
لم
يتصور الرجل المكلوم أن مأساته ستصل إلى أعلى رأس فى البلد وله كل العذر
فمنذ متى يشعر رئيسًا بما يعانيه رعيته فى مصر؟! حتى جاءت مكالمة هاتفية
كاد أن يختل توازنه.
فقد عاد العبث بأرواح الناس على يد بعض التابعين
لجهاز الشرطة والخارجين عن القانون منهم مجددًا ليلقى بظلاله على الأوضاع
الأمنية فى ظل الانفلات الأمنى الذى تشهده البلاد منذ اندلاع شرارة الثورة
والذى يتحمل الجزء الأكبر من أسبابه وحيثياته ذلك الجهاز السيادى والذى
طالما عرف رجاله الفرق بين البلطجى والمواطن.
محمد حسين عبد الحفيظ أمين
شرطة رسم ملامح مأساة جديدة لأسرة بسيطة وذلك حينما أطلق الرصاص الحى على
رأس أحد أبنائها أثناء عودته فى ساعة متأخرة فى إحدى ليالى الأسبوع الماضى
وهو يرقد الآن بالمستشفى يصارع الموت.
يقول سيد أحمد 54 سنة والد المجنى
عليه يعمل مدير أمن بنادى الشمس ومقيم بعين شمس: "ابنى حازم 24 سنة سائق
كان عائدا من منزل والدته بعزبة الشيخ منصور بالمرج فجرًا مستقلا
"موتوسيكل" وكان "بوكس" شرطة بقيادة النقيب محمد فتحى من قوة قسم المرج
يلاحقه وعندما رآه هدى من سرعته إلا أن دراجة بخارية تابعة للقوة كان
يستقلها أثنين من أمناء الشرطة قام أحدهما بإطلاق الرصاص على رأس المجنى
عليه وسقط غارقا فى دمائه؛ واستشاط الضابط غضبا وصرخ فى وجه الأمين قائلا
"دى مسئوليتك أنا مقولتلكش اضرب نار" فرد عليه الأمين "أنا افتكرته بلطجى
هارب يافندم" ثم فر هاربا بدراجته البخارية.
" تجمع سائقو عزبة منصور
والأهالى المجاورين لموقع الحادث وأصروا على ضرورة نقل المجنى عليه داخل
سيارة الشرطة وتم نقله إلى مستشفى اليوم الواحد بالمرج الذى رفض استقبال
حالته، فذهبوا به إلى مستشفى هليوبوليس، والذى اشترط دفع مبلغ 8 آلاف جنيه
لاستقبال الحالة وإسعافها؛ وبعد أن تم نقل ابنى وإسعافه بمعرفة العميد
سليمان شتا مأمور قسم النزهة الذى أرسل معنا النقيب إسماعيل أشرف من قوة
مباحث القسم عارضا التبرع بدمائه لإنقاذ المجنى عليه وأخبر الأطباء بضرورة
إيجاد سرير بغرفة العناية المركزة نظرًا لخطورة الحالة.
وأكد أنه قام
بإرسال عدة شكاوى وتليغرافات إلى وزارة الداخلية والمجلس العسكرى والنائب
العام وكذلك رئاسة الجمهورية لطلب مساعدتهم فى استرداد حق ابنه ومساعدته
طبيا؛ ثم فوجئ بعدها برقم خاص يطلبه وحينما رد عليه أخبره بأنه من مكتب
الرئيس وأن الدكتور مرسى يريد التحدث معه.
تابع : " تحدث معى الدكتور
محمد مرسى وحينما أخبرته بالواقعة تعاطف معى وأخبرنى بأن حق ابنى لن يضيع "
وأضاف بأنه فوجئ بعدها باتصال هاتفى من وائل متولى رئيس مباحث المطرية
وأخبره بأن المقدم محمد رضوان رئيس مباحث المرج يريد التحدث معه لمعرفة
حالة ابنه فلما تحدثت إليه حاول إقناعى بعدم تصعيد الأمر، قائلا لى :"أيه
اللى يرضيك واحنا ننفذه "وعندما أخبرته بالقصاص من أمين الشرطة قال لى "إن
شاء الله ربنا يشفيه واحنا هنيجى نزوره بالمستشفى ونطمن عليه وهو ما لم
يحدث حتى الآن".