المحبة لا تسقط أبداً يا صاحبة الجلالة

المحبة لا تسقط أبدآ ياصاحبة الجلالة ملكة القلوب .....
من أروع لحظات العمر
هي تلك التي عشتها عقب القداس صباح اليوم
فبعد أن صرف أبونا الشعب بالسلام وقفت معه لحظات وعند خروجي كانت علي الباب إنسانة رائعة الجمال يشع من قلبها قبل عينها نور ملائكي تنظر نحوي وتبتسم فتلفت حولي لم أجد غيري لأن القداس يخرج الساعة 7.45 صباحآ والحضور محدود إذا الأبتسامة الرقيقة منها لي ... أنفتح فمي ليقول لها قلبي صباح الخير ... ردت بسرعة صباح النور يا أبني !!! يظهر أنك مش فاكرني سرحت لحظة وبحكمة السنين أدركت نسياني فقالت لي أنا أم مينا أخو سمير !!! ولم تدعني أفكر كثيرآ فقالت أسمه بالكامل ومكان بيته لأنه كان صديق دراسة وأصغر أخواته وليه أهتمام خاص من العائلة وكنا أيام الجامعة نتبادل الزيارات خاصة بعد القداسات الصباحية في الأجازات ... قلت ليها إيه أخباره مبسوط في أسترليا .. أجابت بنبرة حزينة أنا بأطمئن عليه من أقاربنا وأصحابه اللي هاجروا معاه ومصدقت شوفتك فكرتني بالأيام الحلوة ولأخرجها من هذا الحزن قلت لها حضرتك رايحة البيت هو في طريقي أنا رايح الشغل فقالت يحصلي البركة يا أبني بس أمسك أيدي فوجدت نفسي لا أراديآ أمسك يدها وأقبلها ورغم ضعفها الجسدي إلا أنها مدت ذراعها ولفته حول رقبتي وقبلتني قبلة الأم الحنون ... أرتعش جسدي وشعرت بطوفان حنان يسري في عروقي وفتحت لها باب السيارة وسندهتا بيدي حتي ركبت وفي الطريق قالت لي لازم تفطر معانا أنا وأحفادي فقلت لها أزي أولاد حضرتك كلهم فأجابت نشكر ربنا كلهم بخير وعايشين كل واحد في شقته في بيت أبوهم ما أنت عارفه حتي سمير عملت ليه شقة ومقفولة لما يفكر يجي مصر يلاقيها ... قلت لها ده ربنا بيحبك إن أولادك وأحفادك متمتعين بمحبتك ردت قائلة أولادي دول حته (جزء) مني تتصور إن حته من جسمي تنقطع من غير بنج ولا مسكن وتهمل وتتقيح .... وسقطت من عينها دمعة ولكن سنين العمر التي رسمت تجاعيد علي الوجه أحتضتنت الدموع لأنها نعرف عظم قيمتها ولم تدعها تسقط علي الأرض فقلت لها دموعك يا أمي غالية ردت الدموع دي ياأبني هي اللي ربت أولادي كان أي مشكلة مهما كانت أقف قدام ربنا بالدموع أضعها بين إيدية وكنت أصعب عليه ويحلها لما كل واحد فيهم نجح في حياته وأستقر بأسرته وربنا يفرحهم ... معلش يا أبني وجعت لك قلبك بس أنا ما أقدرش أفضح مشاعري قدام أولادي أحسن يزعلوا ويتنكدوا ... فقلت لها أنا النهار ده أخذت بركة غير محدودة فقالت لي ربنا يبارك عمرك وشغلك وحياتك ... وصلنا البيت بسرعة قالت بحنان يلا لازم تفطر معانا أنا وأحفادي دول لما يعرفوا أنك صديق عمهم سمير راح يفرحوا قوي أنا دايمآ أحكيلهم عنه يمكن يوم يفكر يرجع فلا يشعر بالغربة ......
قلت لها أدعي لي يا أمي ....
بالحقيقة الأم ملكة القلوب ومحبتها لاتسقط أبدآ
وكما أن السيدة العذراء هي فخر جنس البشرية
كذلك الأم تقدست الأمومة فيها بأمومة السيدة العذراء