تأثير الكمبيوتر على صحة الأطفال

إذا سألت أغلب الأطفال عمَّا يسعدهم خلال فترة الأجازة أو الفرصة المدرسية، فستجد أن إجابتهم ستكون لصالح ألعاب الكمبيوتر والفيديو. ومن المؤسف بأن الأهل لا يجدون مهربًا من هذا الأمر سوى الاستجابة لرغباتهم! ونتيجة هذا هو جلوس الأطفال ساعات طويلة أمام جهاز الكمبيوتر. تشير الإحصائيات إلى أن الأطفال من سن 2 حتى 18 سنة هم جزء من العصر التكنولوجي في البيت ومراكز رعاية الأطفال والمدارس. كما أن ألعاب الكمبيوتر تشغل على الأقل 20 دقيقة من وقتهم، بالإضافة إلى ساعتين ونصف أخرى أمام شاشة التلفاز.
تأثير الكمبيوتر على الصحة العامَّة
◾عندما يقضي الأولاد ساعات طويلة أمام ألعاب الكمبيوتر بمعزل عن الآخرين فإنهم يقضون وقتًا أقل في إنشاء صداقات مع أفراد عائلتهم وأقرانهم. كما تعرقل هذه العزلة عن الآخرين نمو نشاطاتهم ومهاراتهم الأخرى، ومن المحتمل أيضًا أن تخلق صعوبات في تعاملهم مع زملائهم والمُحيط من حولهم.
◾أثناء الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر، يؤدي الطفل أكثر من 4000 حركة بالعين في غضون ساعة واحدة! هذا الأمر يؤدي للإصابة بعطل في الجهاز البصري، فيُصبح من الصعب عليه التركيز على الأشياء البعيدة. ولذلك فعندما يحاول الطفل إعادة تركيز نظره على الأجسام البعيدة، تكون الرؤية مشوشة أو مشوَّهة. كما تقل قدرة الطفل على ترميش عينيه أثناء النظر إلى الشاشة، وانخفاض نسبة هذه العملية يؤدي إلى جفاف العينين وحدوث التهابات بالإضافة إلى احمرارها.
◾يؤدي الجلوس الطويل والمستمر أمام الشاشة إلى تقوُّس العمود الفقري وآلام شديدة في معصم اليدين. كما وتظهر بعض التجاعيد والالتهابات على البشرة والوجه.
◾تزداد رغبة الأطفال إلى تناول أطعمة غنية بالدهون والسكريات والكربوهيدات ليست ذات قيمة غذائية تـُذكر، فيزداد بذلك عدد السعرات الحرارية التي يتناولونها. وإذا أضفنا هذا الأمر إلى قلة النشاط الحركي الذي يُمارسه محبوا اللعب بالكومبيوتر، سنلاحظ ارتفاع نسبة إصابة الأطفال بالسُّمنة والبدانة. وهذه البدانة ترفع من احتمالية الإصابة بالسكر في سنٍ مبكر.
الحلول الملائمة لتحقيق التوازن
◾تعلـُّم العزف على آلة موسيقية. فهذا الأمر يُقدِّم نشاطًا جسديًا بديلاً يُمكـِّن الأطفال من استخدام أيديهم وأعينهم ليتفاعلوا مع الموسيقى والأطفال الآخرين. فلوحة المفاتيح التي توجد في أية آلة موسيقية لها نفس تأثير الإثارة الموجود في لوحة المفاتيح التي توجد في جهاز الكمبيوتر، لكن الحركات التي تنتج عن عزف أية آلة موسيقية لها تأثير أقوى على الطفل. عندما يستمع الأولاد إلى الموسيقى من الإسطوانات المُدمجة أو أجهزة الكاسيت، ويشاركون في الجوقات المدرسية أو النشاطات الثقافية الأخرى، سيخلقون توازنًا فعالاً ما بين العقل والجسم.
◾المُشاركة بأنشطة تعليمية وثقافية ورياضية خارج نطاق البيت ولكن تحت إشراف الأهل. إن الأطفال الذين يختبرون أنشطة اجتماعية وبدنية خارج جدران المنزل يشعرون بصحة ونشاط أفضل، كما أنهم سيجدون فرصة للتعرف على الطبيعة والمجتمع والحياة من حولهم.
◾المُساعدة في الأعمال المنزلية مثل البستنة أو إعداد الطعام أو تزيين المنزل يمكنها أن تكون جزءًا حيويًا من اكتساب الطفل بعض المهارات الإضافية. فقد يستمتع الطفل بقطع بعض الثمار من على الشجر أو قص بعض أوراق البصل أو البقدونس التي قام بسقيها لإعداد سلطة أو تزيين بعض أطباق الطعام.
◾تشجيع الأطفال على قراءة الكتب والكتابة أيضاً.
◾تحفيزهم على ممارسة التمارين الرياضية البسيطة لمدة 15 دقيقة يومياً، حتى وإن كان هذا النشاط هو اللعب في الحديقة. فالنشاط الجسدي يساعد الطفل على إزالة التوتر الناتج عن الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر، كما أنه مفيد لتمرين العضلات، ويُسهِّل عملية الهضم ويحرق السعرات الحرارية الزائدة.
إرشادات لتحاشي الإصابة بقصر النظر
1.إبعاد الشاشة عن العين لمسافة تتراوح ما بين 45-76 سم (أي حوالي ذراع).
2.وضع طبقة واقية على الشاشة مع مُراعاة تنظيفها وإزالة الغبار عنها باستمرار.
3.استخدام لوحة مفاتيح خاصة لتخفيف آلام المعصم.
4.استخدام مقعد مناسب للجلوس أمام الكمبيوتر بمسند مناسب وارتفاع يتناسب مع طول الطفل، بحيث يضمن الجلوس عليه استواء القدم على الأرض.
5.المُحافظة على وضع الرقبة وتضبيط ارتفاع الشاشة.
6.استخدام النظارات الواقية أثناء النظر إلى الشاشة.
7.أخذ فترة راحة كل 20 دقيقة وذلك من خلال النظر إلى أبعد نقطة يمكن للعين أن تراها من خلال النافذة.
8.ترميش العينين أو إغماضهما بين فترة وأخرى لتجنب جفافهما .
تمارين بسيطة للاسترخاء أثناء فترة استخدام الكمبيوتر.
1.مد الذراعين إلى الأمام. اعمل عشر لفات أو دورات كاملة باتجاه عقارب الساعة، ثم عكس اتجاه عقارب الساعة.
2.ضم أصابع اليد اليُمنى إلى بعضها البعض ثم حرِّرها وحركها بعيداً عن بعضها بقدر الإمكان. أعد هذا التمرين عشرة مرات لكل يد.
3.قم مِن على الكرسي وقف متباعد الساقين ثم اعقد يديك خلف ظهرك. ارفعهما إلى أعلى قدر ممكن بعيدًا عن جسمك مع إمالة جسمك إلى الأمام. ثم عد لوضع الوقوف الأصلي. كرر التمرين 10 مرات.
بالرغم من كل الفوائد التي تجلبها التكنلوجيا إلى بيوتنا، إلا أن علينا الموازنة ما بين استخدامها وما بين ممارسة النشاطات الجسدية والاجتماعية والاهتمام بصحتنا خاصة عندما يتعلـَّق الأمر بأطفالنا. فتمتـَّع بفوائد التكنلوجيا، واتـَّق تأثيراتها السلبية عليك وعلى صحة أطفالك.
أشكرك أحبك كثيراً
يسوع بيحبك