أكد وزير الخارجية محمد كامل عمرو أنه لا يمكن استمرار الوضع الحالى فى سوريا "بهذا الشكل"، حيث يسقط عشرات من الضحايا يوميا.
ودعا عمرو فى تصريحات بباريس اليوم السبت، على هامش زيارته الحالية إلى
ضرورة التحرك وزيادة الضغط من قبل المجتمع الدولى لوقف العنف، والتوصل إلى
حل الأزمة الحالية فى سوريا.
وقال وزير الخارجية إن مصر تطالب بوجود آلية وأطر زمنية محددة لتنفيذ ما
يتم التوصل إليه من قرارات وما يتم الاتفاق عليه للتحرك بشأن حل الأزمة
السورية. وبالنسبة لموقف مصر من النص الذى اتفقت عليه القوى الدولية الكبرى
الأسبوع الماضى بجنيف بشأن الانتقال فى سوريا، أكد وزير الخارجية أن مصر
"تؤيد تشكيل هيئة للانتقال السياسى فى سوريا".
وأضاف عمرو أن مسألة وجود الرئيس السورى بشار الأسد من عدمه فى مرحلة
الانتقال السياسى فى سوريا "هى مسألة يتم الاتفاق عليها فى إطار هذه
الهيئة.. ومن يتفق عليها هم السوريون أنفسهم باعتبارهم أصحاب الرأى النهائى
فى هذا الموضوع".
وقال عمرو إن الزخم المتزايد لمجموعة "أصدقاء الشعب السورى" والذى ظهر جليا
أمس، حيث مشاركة أكثر من 100 دولة ومنظمة إقليمية ودولية فى أعمال اجتماع
باريس يعد إشارة واضحة للنظام السورى بأن التأييد الدولى يتزايد بالنسبة
لضرورة إنهاء العنف فى البلاد.
وأضاف أن المشاركة المتزايدة فى اجتماع باريس تعطى أيضا إشارة لبعض الدول
التى لديها مواقف معينة وخاصة تلك التى تستخدم حق النقض "الفيتو" فى مجلس
الأمن الدولى بأن هناك إجماعا دوليا على ضرورة وضع نهاية لما يحدث فى
سوريا.. كما يعكس بوضوح اهتمام المجتمع الدولى بمواجهة المجازر التى ترتكب
فى سوريا وعدم استجابة النظام إلى مطالب الشعب وتطلعاته إلى الديمقراطية
والحرية.
وأوضح وزير الخارجية محمد كامل عمرو أن المشاركين فى اجتماع باريس أمس
أكدوا ضرورة وجود آلية لتنفيذ القرارات، والبعض أشار إلى أهمية التوجه إلى
مجلس الأمن "وكل هذه إشارات إيجابية".
وأشار وزير الخارجية إلى اجتماع المعارضة السورية الذى عقد قبل أيام
بالقاهرة وجمع ما يقرب من 250 ممثلا عن جميع طوائف الشعب السورى لأول مرة،
وذلك تحت مظلة الجامعة العربية وبدعوة من مصر، موضحا أن الاجتماع أسفر عن
"وثيقة العهد" التى تتضمن خطوات إيجابية وواضحة.
ووصف عمرو اجتماع القاهرة للمعارضة السورية بأنه "تطور إيجابى وخطوة كبيرة"
فى طريق توحيد أطراف المعارضة، وما أصدر عنه من مضمون وثيقة العهد تطمئن
كل أطياف الشعب السورى على حقها فى المشاركة فى المرحلة القادمة فى سوريا
"بدون تمييز".
وأكد وزير الخارجية أنه "ما زال مطلوبا بذل مزيد من الجهد لمتابعة بيان
القاهرة"، وتوفير المزيد من الدعم لخطة المبعوث الدولى المشترك للأمم
المتحدة والجامعة العربية كوفى أنان بشأن سوريا.
وعن اللقاءات التى عقدها الوزير على هامش مشاركة فى الاجتماع الوزارى
الثالث لمجموعة أصدقاء الشعب السورى.. أوضح عمرو أنه التقى أمس الأول
الخميس مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن.
كما عقد على هامش الاجتماع أمس سلسلة من اللقاءات مع وزراء خارجية كل من
الكويت التى تتولى الرئاسة الدورية الحالية للجامعة العربية، وكذلك مع
وزراء خارجية سلطنة عمان وتونس والمغرب وليبيا وبلغاريا والجزائر
وموريتانيا ولكسمبورج والممثلة الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد
الأوروبى كاثرين آشتون.
وكان وزير الخارجية محمد كامل عمرو قد وصل إلى باريس أمس الأول الخميس فى
زيارة شارك خلالها فى اجتماع "أصدقاء الشعب السورى" الثالث والذى عقد أمس
بالعاصمة الفرنسية. ومن المقرر أن يغادر وزير الخارجية فى وقت لاحق اليوم
السبت باريس.